مارك كوبان.. دروس في الاستثمار من ملياردير عصامي

قد يدهشك أن الملياردير الأميركي المعروف بتبنيه لفرص استثمارية جريئة على برنامج “شارك تانك” لم يكن كذلك في بداية عمره، بل كان يستثمر على طريقة أصحاب المعاشات.

فعندما أصبح كوبان مليونيرًا، كان لديه هدف بسيط، ألا ينفق ثروته المكتسبة حديثًا دفعة واحدة، إذ روى في مقابلة بالفيديو أنه في عام 1990، بعد أن باع شركته للبرمجيات “مايكرو سوليوشنز” مقابل 6 ملايين دولار، حصل على حوالي 2 مليون دولار بعد الضرائب.

وكشف أن خطوته الأولى كانت الاتصال بسمسار وطلب منه أن يستثمر له وكأنه في الستينات من عمره، وشدد عليه أنه لا يريد استثمارات عالية المخاطر، لأنه يريد أن يعيش من هذه الأموال لفترة طويلة، بحسب ما نقله “CNBC” واطلعت عليه “العربية Business”.

نشأ كوبان في عائلة متواضعة كابن لأب يعمل في تنجيد السيارات بالقرب من بيتسبرغ، وكان يدرك أن الثروة قد تكون عابرة، وبالفعل في عمر 27 عامًا، كان قريبًا من الإفلاس بعد تأسيسه لشركة “مايكرو سوليوشنز”، ما جعله يلتزم بنمط حياة مقتصد أشبه بحياة الطلاب.

وفي بداية مسيرته المهنية، عاش كوبان مع خمسة زملاء، ونام على الأرض، وقاد سيارة “بويك لي سابر” موديل 1966. حتى بعد أن أصبح مليونيرًا، استمر في العيش بمستوى أقل من المتوقع لمكانته الجديدة.

قال كوبان: “عندما بعت (مايكرو سوليوشنز)، كنت قد اشتريت أسوأ منزل في أفضل حي، لكنني لم أكن مهتمًا بالمظاهر، لم أكن مهووسًا بالسيارات أو الأشياء الفاخرة، أردت فقط أن أعيش كطالب وأستمتع”.

بعض المتعة لا تضر

لكن كوبان لم يكن مقتصدًا تمامًا، إذ احتفل ببيع شركته بشراء تذكرة سفر مدى الحياة من الخطوط الجوية الأمريكية مقابل 125,000 دولار، كما ذكر في بودكاست “كلوب شاي شاي”.

قال: “اشتريت هذه التذكرة حتى أتمكن من السفر لأي مدينة في أي وقت وأعيش كأنني نجم روك”.

ولا يزال كوبان ملتزمًا بعدم الإسراف، لا يملك يخوتًا، ولا يستأجر خدمًا، ولا يوظف مدبرين منزليين، لكنه اشترى طائرة نفاثة بـ40 مليون دولار بعد أن أصبح مليارديرًا، مسجلًا بذلك أكبر صفقة تجارة إلكترونية في التاريخ.

يقضي كوبان معظم وقته مع عائلته أو في إدارة شركته الناشئة “كوست بلس دراغز”، وهي صيدلية إلكترونية تهدف إلى جعل الأدوية الموصوفة أكثر تكلفة معقولة.

يقول كوبان: “أفكر أقل في جني المال وأكثر في التأثير وإحداث تغييرات إيجابية تخدم أكبر عدد ممكن من الأمريكيين”.

القدرة على المخاطرة

استراتيجية كوبان التي ركزت على الاستثمارات منخفضة المخاطر تغيرت في عام 1999 عندما باع شركته الثانية، وهي خدمة بث صوتي تُدعى “بروادكاست.كوم”، مقابل 5.7 مليار دولار.

قال كوبان: “عندما أصبحت مليارديرًا، شعرت أنني أخيرًا في أمان”، أعطاه ذلك الحرية لتحمل المزيد من المخاطر في استثماراته”.

وتتماشى استراتيجية كوبان الحالية مع نصائح الخبراء للمستثمرين الشباب، إذ يمكنهم تحمل مخاطر أكبر بسبب توفر الوقت لتعويض أي خسائر قبل التقاعد.

على سبيل المثال، تشجع الرئيسة التنفيذية لمؤشر ناسداك، أدينا فريدمان، الشباب على تعلم المخاطرة، وقالت في منتدى “فورتشن جلوبال 2024”: “تعلم من خلال الممارسة، سواء بمبالغ صغيرة أو عبر منصات لا تتطلب أموالاً حقيقية، ومع زيادة معرفتك، يمكنك تحمل المزيد من المخاطر بثقة”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى