النازحون في مأرب.. أزمات لا تنتهي وكوارث يعيشونها كل سنة

يعيش النازحون، الهاربون من الحرب ومليشيا الحوثي، إلى محافظة مأرب، مآسٍ لا تنتهي، وسط غياب دور السلطة المحلية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية. خصوصا أمام الكوارث التي يواجهونها جراء تدفق سيول الأمطار الغزيرة.

وأطلق النازحون في محافظة مأرب، مناشدات تطالب الحكومة والوكالات الإغاثية والمنظمات المحلية والدولية بالتدخل العاجل لإنقاذهم من مخاطر سيول الأمطار.

وقالت الوحدة التنفيذية للنازحين، إن أكثر من 179 مخيما غمرتها سيول الأمطار. وأن أكثر من 16 ألف أسرة متضررة، منها خمسة ألف تضررت كليا، و11 ألف بشكل جزئي بسبب الأمطار.

معاناة متكررة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إذا لم يتم أخذ جميع الاحتياطات لمواجهة هذه الكوارث، وعدم مقابلتها بالوعود  والأعذار.

ويروي النازح من محافظة ريمة ثابت الحوري، الذي يسكن في مخيم الجفينة معاناته وأسرته، بعد أن جرف السيل في منتصف أحد الليالي نصف بيته وكل احتياجاته من مواد غذائية و إيوائية.

ويقول: “لم أفكر سوى كيف أنجو بنفسي وأفراد أسرتي”.

ويضيف: “ناشدنا السلطة المحلية والمنظمات الإنسانية والوحدة التنفيذية لكنهم لم يفعلوا لنا شيء. كل المنظمات نزلت وصورت المكان  وعملت مسح فقط وإلى اليوم لم نلمس أي شيء منهم”.

لازال الحوري، يعيش مع أسرته، بنفس المنزل الذي جرفت نصفه السيول، دون أن يحصل على تعويض أو مساعدة من أي جهة حكومية أو غيرها. وكل ما يطمح له هو “إعادة ترميم منزله أو نقله وأسرته إلى مكان آمن بعيداً عن المخاطر”.

ويقول محمد الجرادي، وهو الآخر نازح في مخيم الرميلة وكانت خيمته قريبة من ممر السيول، “وقع في الليل مطر خفيف وفجأة في منتصف الليل نزلت السائلة بقوة وغمرت خيمتي”.

ويضيف ذهبت حينها أنا وأسرتي إلى المسجد ولم نتمكن من حمل شيء معنا من مواد إيوائية وغذائية. كانت في الخيمة، وغمر الماء كل شيء فيها”.

ويتابع: “بعد انتهاء المطر لم نجد أي شيء نأكله. كما لم يكن لدينا فراش أو بطانية ننام عليها وظلينا بدون نوم إلى الصباح”.

كغيره من النازحين، يوجه الجرادي مناشدته للسلطة المحلية في مأرب والمنظمات بتوفير احتياجات لجميع المتضررين من كارثة السيول. وعمل حلول لمواجهتها مرة أخرى.

كما يوضح الجرادي، أن الوحدة التنفيذية للنازحين، لم تقوم بدورها الرئيسي في مساعدة الأسر المتضررة. وأن المسؤولين في الوحدة التنفيذية لا يلتفتون إلى النازحين، سوى بنظرة قصيرة أو من باب إسقاط الواجب فقط. على حد تعبيره.

ويقول: “استقبلنا أكثر من منظمة نزلت للمخيم وصورت وعملت كشوفات، لكن لا توجد استجابة. بينما هذه الكارثة بالنسبة لهم تعد حالة طارئة”.

وبحسب الجرادي، فإن كارثة السيول وتضرر النازحين جراء الأمطار في مأرب حدثت في السنوات السابقة وتكررت السنة الماضية أيضا. غير أن الجهات الحكومية ووحدة النازحين والمنظمات، لم يعملوا لها أي معالجات وحلول لمنع تكرارها.

ويتساءل: “لا نعلم هل هذا التعامل مع كارثة السيول ومعاناة النازحين هو متعمد أو عجز وفشل الحكومة والمنظمات“.

ويقول: “توجد ثغرة بسيطة لو ردموها وعملوا حواجز للفيضانات (السيول) سيخفف ذلك قليلاً من هذا الخطر الذي نواجهه كل سنة. بشرط أن تسمح لنا السلطة المحلية بإدخال أدوات بناء لنستطيع تأمين حياتنا وحياة أسرنا”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى