وارن بافيت يكشف أسرار النجاح.. نصائح لا تقدر بثمن!

أعلن الملياردير وقطب الاستثمار الأميركي، وارن بافيت، يوم الاثنين، عن تبرعه بأكثر من مليار دولار من أسهم شركة “بيركشاير هاثاواي” لصالح أربع مؤسسات عائلية، في خطوة تمثل استمرارية لالتزامه بالتبرع بمعظم ثروته للأعمال الخيرية بدلًا من توريثها لعائلته.

مع هذا الإعلان، نشر بافيت مذكرة لم تركز كثيرًا على تفاصيل التبرع، بل على أهمية ترتيب شؤون الإنسان في نهاية حياته. يعرف المتابعون المقربون لبافيت أن هذا هو أسلوبه المعتاد.ففي العديد من المرات، تحمل تأملاته بين السطور نصائح قيّمة حول القيادة والإدارة، بحسب ما كتبه بيث كويت في مقال رأي له بوكالة “بلومبرغ” واطلعت عليه “العربية Business”.

في سن الـ94، يبدو أن بافيت يفكر بشكل جلي في موته، ويعترف أن “الوقت دائمًا يربح في النهاية”. ويبدو أنه مصمم، أكثر من أي وقت مضى، على نقل دروس لا تتعلق فقط بما يجعل الاستثمار جيدًا، بل أيضًا بما يجعل الحياة جيدة.

ومن بين أبرز النقاط التي يمكن استخلاصها من تأملاته: لا تخلق سلالات عائلية. يذكر بافيت أكثر من مرة في مذكرته أنه لا يؤمن بثروة العائلات الممتدة.

تقدم الأبناء المهني

ويكتب قائلًا: “يجب على الوالدين أن يتركوا لأطفالهم ما يكفي لتمكينهم من فعل أي شيء، ولكن ليس ما يكفي لعدم القيام بشيء”. اثنان من أطفاله الثلاثة عضوين في مجلس إدارة “بيركشاير”، لكن لا أحد منهم في الإدارة التنفيذية ولن يصبح أي منهم يومًا الرئيس التنفيذي للشركة.

وفي ظل التحولات التي تشهدها الشركات العائلية مع انتقال السلطة بين الأجيال، يمكننا مقارنة هذه الظاهرة بما يُعرف بمرحلة “أبناء النخبة” في أجزاء أخرى من عالم الأعمال.

يشير هذا المصطلح إلى الأشخاص الذين استفادوا من ثروات أو علاقات آبائهم الناجحين لتحقيق تقدم مهني. وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى صراعات داخلية، كما هو الحال في شركتي “إستيه لودر” و”نيوز كورب”، أو إلى وضع أشخاص غير مناسبين في مناصب قيادية، كما حدث مع “تايسون فودز”. لكن تحويل تركيز الأبناء نحو التبرع بثروات العائلة بدلًا من السعي لتكديسها يبدو وكأنه نهج أكثر صحة واستدامة.

التواضع والحظ

اعترف بحسن حظ. يميل وارن بافيت إلى التواضع ونسب نجاحه للحظ أكثر من عبقريته. ويكتب أن سلسلة حظه بدأت في عام 1930 بولادته في الولايات المتحدة كرجل أبيض، مضيفًا: “بفضل وضعي كذكر، اكتسبت مبكرًا ثقة بأنني سأصبح ثريًا”. هذه العقلية، التي ترى أن الظروف المواتية لعبت دورًا كبيرًا في ازدهاره، هي ما دفعته لتوزيع ثروته “على من لم يحالفهم الحظ في الحياة”.

ربما ساهم هذا النهج أيضًا في حمايته من الغرور والأخطاء الجسيمة التي غالبًا ما تنتج عنه.

كن واضحًا بشأن خططك المستقبلية. ينصح وارن بافيت بأن يطّلع الأبناء على وصية آبائهم، وشرح أسباب اتخاذ قرارات معينة، وأخذ آرائهم في الاعتبار عند اقتضاء الحاجة.

وصايا الورثة

ويكتب: “رأيت العديد من العائلات تنهار بسبب وصايا تركت الورثة في حيرة وغضب أحيانًا بعد وفاة الوالدين. كما شهدت حالات قليلة حيث ساعدت الوصايا التي نوقشت مسبقًا في تقوية الروابط الأسرية”.

وساعد هذا النهج في التخطيط للخلافة، الذي اعتمده بافيت في “بيركشاير هاثاواي”، في تجنب الكثير من الدراما. موضحًا: “انتقال القيادة يجب أن يكون خاليًا من الغموض ومملًا بقدر الإمكان. وينطبق الأمر نفسه على الوصية”.

عِش بأقل من إمكانياتك. دائما ما يشيد بافيت بقوة الفائدة المركبة، مشبهًا إياها بكرات الثلج التي تتدحرج منحدرة، مكتسبة المزيد من السرعة والحجم. ويشير في مذكراته إلى أن العائد الحقيقي يأتي خلال العشرين عامًا الأخيرة من الحياة.

وختم بافيت رسالته بجملة “أخبر أبناءك أنك فخور بهم”، دون إضافة أي ملاحظات.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى