تخطط روسيا لتصنيع 100 طائرة محدثة من طراز “البجعة البيضاء” بحلول عام 2030، وفقاً لتقارير عسكرية، فيما تداولت وسائل الإعلام الأوروبية والروسية تقارير تُشير إلى استخدام القوات الروسية قاذفات قنابل إستراتيجية تعود إلى الحقبة السوفيتية في الهجمات على الأراضي الأوكرانية، وهي قاذفات كانت قد استلمتها روسيا من كييف قبل 25 عاماً.
وتتميز القاذفة الروسية النووية، المعروفة باسم “البجعة البيضاء”، بقدرات رادارية متقدمة تتيح لها استهداف العدو دون الدخول في نطاق مضاداته الجوية، حيث يمكنها التحليق لمسافات تزيد على 8000 كيلومتر في كل مهمة، وهي مجهزة بـ12 صاروخاً حربياً من نوع Kh-101 وKh-55SM، برؤوس تقليدية ونووية.
ووفقًا للتقارير، تسلّمت روسيا 6 قاذفات من طراز “البجعة البيضاء” من أوكرانيا عام 1999، كجزء من صفقة لتسوية ديون الغاز الروسي المستحقة على كييف.
ويُعدّ الجيش الروسي هذه الطائرة مفخرة لقدراته العسكرية؛ إذ دخلت الخدمة في ثمانينيات القرن الماضي، إذ انطلقت النسخة الأولى منها في كانون الأول/ ديسمبر 1981، وبدأ إنتاجها الضخم في مصنع قازان للطيران عام 1984.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، توقف الإنتاج قبل أن تعيد روسيا إحياءه عام 2000، ليصل العدد الإجمالي للطائرات المصنعة إلى 35 طائرة.
وشهدت “البجعة البيضاء” تطويرات كبيرة، شملت تحديث معظم معداتها وأنظمة التحكم الآلي والطيران والأسلحة، حيث باتت قمرة القيادة رقمية بالكامل، وفقًا لصحيفة “روسكويه أوروجيه”.
وقال آصف ملحم، مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات، إن الاسم الفني للطائرة هو “تي يو -160″، وهي أكبر وأسرع قاذفة إستراتيجية تم تصميمها خلال السبعينيات.
وبدأ العمل عليها عام 1975، وظهر النموذج الأولي “تي يو -22 إم” عام 1977.
وأوضح ملحم ، أن سرعة الطائرة تبلغ 2220 كيلومتراً في الساعة
وأشار ملحم إلى أن طائرات “البجعة البيضاء” تتميز بقدرتها على الطيران العابر للقارات بسرعات فائقة، وهي لا تزال تمتلك مواصفات تقنية متقدمة على الرغم من تصميمها منذ عقود.
وأكد أن هذه الطائرة كانت صعبة الكشف بالرادارات خلال الحقبة السوفيتية، وما زالت تمتلك قدرات عالية في التهرب من أنظمة الدفاع الجوي حتى اليوم؛ إذ اقتربت عدة مرات من الحدود الأمريكية دون أن يتم اكتشافها.
وأضاف ملحم أن الطائرة تُعد جزءاً رئيساً من الثالوث النووي الروسي، حيث يمكنها حمل 12 صاروخاً مجنحاً برؤوس نووية.
وقد استُخدمت سابقاً في أوكرانيا السوفيتية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، بقيت 19 طائرة منها في أوكرانيا.
وبين عامي 1989 و2000، أعادت أوكرانيا 8 طائرات إلى روسيا مقابل الغاز الطبيعي، بينما وضعت إحدى الطائرات في متحف، وتم تفكيك 10 طائرات وبيعها كمعادن.
ومن جانبه، قال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري ورئيس قسم الإستراتيجيات في مركز الدراسات الأنثرو إستراتيجية، إن روسيا تستخدم قاذفات “البجعة البيضاء” لضرب أهداف أوكرانية في رسالة تهديد وردع موجهة لأوروبا.
وأوضح زهوي ، أن هذه القاذفات، التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، تُعتبر نظيراً للقاذفة الإستراتيجية الأمريكية “B-52”
وأشار زهوي إلى أن هذه القاذفات قادرة على إطلاق صواريخ نووية وغير نووية
وأوضح زهوي أن الطائرة قطعت عام 2010 مسافة 18 ألف كيلومتر في رحلة استغرقت 24 ساعة متواصلة، مع التزود بالوقود مرتين؛ ما يبرز إمكانياتها التشغيلية الهائلة.