مع بداية موسم الأعياد في الولايات المتحدة، المتزامن مع عيد الشكر الذي يحل في الخميس الأخير من نوفمبر، يبدأ موسم التسوق السنوي، في اليوم الموالي، فيما اصطلح على تسميته بمصطلح “بلاك فرايداي” أو الجمعة السوداء.
أصل تسمية “الجمعة السوداء”
ظهر مصطلح الجمعة السوداء لأول مرة في الولايات المتحدة خلال منتصف القرن 19، ولم يكن مرتبطاً بعيد الشكر أو موسم التسوق، بل كان يتعلق بحدث غير متوقع.
ففي 24 من سبتمبر عام 1869، الذي صادف يوم جمعة، انهارت أسعار الذهب في الولايات المتحدة، عندما قام كل من دجاي غولد وجيم فيسك، وهما مستثمران معروفان في أوساط وول ستريت، بالمضاربة على أسعار المعدن النفيس، التي ارتفعت بصفة مفاجئة لكنها سرعان ما تراجعت بشكل حاد، وهو ما تسبب في أزمة مالية حادة.
وصلت حدة الأزمة إلى درجة تدخل الرئيس الأميركي آنذاك، يوليسوس غرانت، الذي دفع بجزء من الاحتياطي الحكومي من الذهب إلى الأسواق قصد محاولة إعادة التوازن لها. كما فتح الكونغرس تحقيقاً حول ملابسات حدوث ذلك.
لكن التسمية المعاصرة للبلاك فرايداي تعود إلى بداية خمسينيات القرن العشرين، وبدأت من مدينة فيلادلفيا، التي تنظم فيها عقب عيد الشكر، مباراة دربي كرة القدم الأميركية، بين فريقي الجيش والبحرية، ما يجلب الآلاف من الجماهير والمتسوقين والباعة المتجولين، ويحدث اختناقات مرورية كبرى، ما يجعل عمل رجال الشرطة في المدينة أكثر صعوبة وهو ما دفعهم إلى إطلاق اسم بلاك فرايداي أو الجمعة السوداء على ذلك اليوم.
ومنذ تلك الفترة واصل التجار وشركات التجزئة إطلاق اسم بلاك فرايداي على فترة التسوق التي تلي عيد الشكر، والتي تم تمديدها تدريجياً لتصبح 4 أيام لاحقاً، تُقدم فيها عروض خاصة وإعلانات عن تخفيضات كبرى، لإغراء المتسوقين خلال موسم الأعياد، الذي يمتد حتى رأس السنة.
من يوم التسوق إلى شهر التسوق
تطور الاستخدام التجاري للبلاك فرايداي، ولم تعد الجمعة الأولى التي تلي عيد الشكر هي بداية موسم التسوق لموسم الأعياد. بل أصبح عيد “هالويين”، يمثل ضربة البداية لذلك الموسم، الذي يمتد حتى احتفالات أعياد الميلاد.
ونظراً للتطور الكبير الذي شهده التسوق الإلكتروني، الذي ارتفعت نسبته من 1.7 في المئة من مجموعة مبيعات التجزئة عام 2003، إلى 17.1 في المئة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من 2023.
ومنذ عام 2005 ظهر مصطلح “سايبر مانداي”، أو الاثنين السيبراني، الذي يشهد تقديم عروض خاصة وتخفيضات هامة على كل مبيعات التجزئة الإلكترونية خلال يوم الاثنين الأول الذي يلي عيد الشكر.
متابعات