تساءل تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” عن السبب الذي يدفع جنود كوريا الشمالية للقتال والتعرض لاحتمال الموت في روسيا.
ورأت الصحيفة أن “المال الذي يفتقر إليه معظم مواطني كوريا الشمالية؛ بمن فيهم جنود الجيش، والمجد الذي سيناله المقاتل من خلال تضحيته وتقبله للمخاطر لإرضاء زعيمه الأوحد، هما السببان الرئيسان وراء اندفاع الجنود الكوريين الشماليين للقتال مع روسيا ضد أوكرانيا”.
وأضافت: “في حين تم وصف المقاتلين الكوريين الشماليين في روسيا بأنهم مرتزقة ووقود للمدافع ومن الدرجة الثانية، لكن ما يتم التغاضي عنه، كما يقول جنود كوريون شماليون سابقون وخبراء عسكريون آخرون، هو مدى استعداد العديد من هؤلاء الجنود للموت، ومدى حرصهم على الهروب من الظروف القاتمة في الوطن”.
وبحسب الصحيفة، فإنه من غير المرجح أن تتمكن القوات الكورية الشمالية التي يبلغ قوامها نحو 10 آلاف جندي، والمتمركزة في منطقة كورسك، حيث تحاول روسيا صد التوغل الأوكراني، من تحويل مسار الحرب المؤلمة التي دامت عامين ونصف العام.
لكنهم على الأقل يزودون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقوة البشرية التي يحتاجها بشدة، ويشكلون تهديدات جديدة على الخطوط الأمامية التي وصلت إلى طريق مسدود.
وذكرت “وول ستريت جورنال” أن ما يجعل النشر الأولي لقوات كوريا الشمالية مصدر قلق هو قدرتها على إرسال المزيد.
“وتمتلك كوريا الشمالية واحدًا من أكبر الجيوش النظامية في العالم، حوالي 1.2 مليون جندي، بالإضافة إلى عدة ملايين أخرى في الاحتياط، وفقًا لتقديرات كوريا الجنوبية”.
ويقول خبراء عسكريون إن نظام كيم يمتلك أكبر وحدة قوات خاصة في العالم؛ يبلغ عددها حوالي 200 ألف جندي.
وتابعت الصحيفة، بحسب مسؤولين كوريين جنوبيين، أنه من المتوقع أن يحصل الجنود الذين يتم إرسالهم إلى روسيا على أجر شهري يبلغ حوالي 2000 دولار.
وعلى الرغم من أن معظمه سيذهب إلى النظام، فإن هذا المبلغ مذهل، إذ يعيش معظم سكان البلاد على دخل شهري يبلغ بضعة دولارات.
ولعقود من الزمن، كافحت كوريا الشمالية لتوفير ما يكفي من الغذاء لشعبها بسبب العزلة الدولية وسوء الإدارة الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب الكوارث الطبيعية.
ويُعاني حوالي 45% من سكان كوريا الشمالية، البالغ عددهم 26 مليون نسمة، سوء التغذية، وفقاً لتقرير برنامج الأغذية العالمي.
وحتى الجيش، الذي يحصل عادة على امتيازات خاصة، يُعاني نقصا مزمنا في الغذاء أيضًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن “العديد من جنود كوريا الشمالية يرون أن الانتشار خارج كوريا يستحق المعاناة، ويُعد فرصة لتلقي مال أكثر وغذاء أفضل، علاوة على أنه فرصة للتعرف على العالم الخارجي”.
وخلُصت إلى أن “من ينجو ويستطيع العودة منهم سيكون قد حظي بالمال والمجد؛ بسبب التفاني الأعمى في خدمة “كيم جونغ أون”؛ ما يتيح للعائد فرصا أكبر في الحزب الحاكم، ويفتح الأبواب أمام وظائف مرموقة”.
متابعات